علامه حاج شیخ مرتضی آشتیانی در 1280 قمری در نجف اشرف متولد شد و در روز سه شنبه 24 ذی حجه 1365 قمری برابر 28 آبان ماه 1325 شمسی در مشهد مقدس وفات یافت.

آشتیانی در رساله ای که در پی می آید راه حل مناسبی برای حدیثی که تا کنون معرکه آراء بوده و محدثان و متکلمان توجیهات گوناگونی برای آن ذکر کرده اند آورده است.

متن حدیث چنین است: «نیة المؤمن خیرٌ من عمله». ابهام در این حدیث تا کنون از این جهت بوده که ضمیر «عمله» را همه به «المؤمن» برگردانده اند. در حالی که بنا بر تحقیق آشتیانی، ضمیر در «عمله» به «المؤمن» باز نمی گردد. بلکه با توجه به شأن صدور حدیث، پیامبر اکرم (ص) با جمعی از اصحاب در اطراف مدینه عبور می کرد، که چشمشان به کنیسه ای بزرگ که اهل کتاب ساخته بودند افتاد. یکی از اصحاب با حسرت گفت: کاش من تمکّنی داشتم و مسجدی اینچنین می ساختم. پیامبر اکرم در اینجا خطاب به آن صحابی فرمود: «نیة المؤمن خیرٌ من عمله» که مسلم پیامبر می خواهد بگوید: «نیت تو در بنای مسجد اسلامی بهتر است از ساختن کنیسه به دست این کتابی» پس ضمیر «عمله» در این حدیث به «مؤمن» بر نمیگردد، بلکه به آن کتابی باز می گردد که کنیسه را ساخته بوده است.

آشتیانی در پایان رساله راه حلی مشابه هم برای حدیث معروف «خلق الله آدم علی صورته» آورده که آن هم راه حلی تازه و بدیع است.

شایان به ذکر است که متن این رساله به درخواست احمد گلچین معانی برای درج در کتاب «گلزار معانی» از آشتیانی گرفته شده که ـ به خط مؤلف ظاهراً ـ در کتاب مذکور در سال 1325 چاپ شده است.

محسن صادقی ـ 22/9/1387



رسالة في شرح حديث «نيّة المؤمن خيرٌ من عمله» و «خَلَقَ اللهُ آدمَ على صورَتِهِ»




ومن جملة الأحاديث المأثورة النبويّة صلى الله عليه وآله: الحديث المعروف الدائر في الألسنة، والمشهور بين الخواصّ والعوامّ من الشيعة والجماعة، الذي بظاهره غير خالٍ عن الإجمال، وغير نقيٍّ عن الإشكال؛ وهو قوله صلى الله عليه وآله: « نيّة المؤمن خيرٌ من عمله »؛ وذلك لأنّ المراد من كلمة « عمله » التي جُعلت مفضّلاً عليها: إمّا العمل المقرون بالنيّة، وإمّا العمل المجرّد عنها.

فإن كان المراد أوّل الاحتمالَين، فظاهر أ نّه لبداهة ترجيح العمل الصحيح المقرون بالنيّة على النيّة المجرّدة؛ مستلزمٌ لترجيح المرجوح على الراجح، الذي تحكم بديهة العقل ببطلانه، فلا يمكن أن يكون مراداً من الحديث الشريف.
وإن كان المراد ثانيهما، فالأمر فيه أوضح؛ لأن العمل المجرّد عن النيّة لا فضل ولا خيرَ فيه حتّى ترجح النيّة المجرّدة عليه، ويقال: نيّة الخير الصادرة عن المؤمن خيرٌ من عمله الصادر عنه غفلةً وبلا نيّة، سواءٌ لوحظ ذلك بالنسبة إلى عنوان ذات العمل ـ لو كان العمل توصّليّاً ـ أو بالنسبة إلى قصد التقرّب به ـ إن كان تعبّديّاً ـ وهو واضح.

ولذا صار فقه معنى الحديث الشريف معركةً للآراء والأنظار، ومعرضاً لجولان أفكار المتكلّمين من العلماء وذوي الأبصار، فشمّروا أذيالهم لحلّ الإشكال ورفع الإجمال ببياناتٍ متعدّدة وعباراتٍ متشطّطة.

ونحن نذكر جملةً منها على سبيل الإجمال؛ حذراً عن التطويل في المقال الموجب للمَلال، ثمّ نعقبها ـ بعون اللَّه تعالى ـ بما ينكشف به القناع ويتّضح الحال.

فنقول:

قال بعض الأكابر: اعلم أ نّه قد يظنّ أنّ سبب الترجيح أنّ النيّة تدور إلى آخر العمل، والأعمال لا تدوم.

وهو ضعيف؛ لأنّ ذلك يرجع معناه إلى أنّ العمل الكثير خيرٌ من القليل. بل ليس كذلك كلّيّةً، فإنّ نيّة أعمال الصلاة قد لا تدوم إلّا في لحظات معدودة، والأعمال تدوم. انتهى.

وأنت خبير بأنّ ما أورده على هذا الوجه من منع الصغرى، إنّما يتمّ على كون النيّة هي الإخطار والقصد التفصيلي بالنسبة إلى العمل.

وأمّا بناءً على ما هو الحقّ من كونها أعمّ منه وممّا يبقى مركوزاً في الذهن من القصد الإجمالي المؤثّر في اتّصاف أجزاء العمل بكونها اختياريّة، المعبّر عنه في لسان المتأخّرين ب « الداعي »، فلا.

كيف ؟ ومن المعلوم أنّ النيّة بهذا المعنى الذي يعبّر عنه المشهور بالاستدامة الحكميّة يعتبر بقاؤها إلى آخر العمل؛ ولذا حكموا بوجوب الاستدامة الحكميّة إلى الفراغ.

فالأولى الإيراد عليه:

أوّلاً: بأ نّا لو سلّمنا أنّ النيّة تدوم إلى آخر العمل، والأعمال الصلاتيّة ـ لكونها متدرّجة في الوجود ـ لا تدوم؛ لكن نمنع عن كون المراد من العمل ـ المفضّل عليه في الحديث ـ هو مطلق العمل الشامل للأجزاء.

إمّا لمنع صدق العمل على الأجزاء عرفاً.

أو لدعوى انصرافه في خصوص الحديث إلى العمل المستقلّ.

وثانياً: سلّمنا كون المراد من العمل في الحديث هو الأعمّ؛ لكن نمنع عن أنّ العمل الكثير مطلقاً خيرٌ من القليل؛ إذ رُبّ عملٍ قليل ـ لمكان أهمّيّته ـ خيرٌ من الكثير الذي ليس بهذه المثابة من الأهمّيّة.

هذا مع أنّ مقتضى هذا الوجه هو كون النيّة المجرّدة الممتدّة إلى ساعة ـ مثلاً ـ خيراً من العمل المأتي به مع النيّة في ربع ساعة. وهذا بديهيّ الفساد.

وقال أيضاً بعضهم: إنّ معنى الحديث أنّ النيّة بمجرّدها خيرٌ من العمل بمجرّده من دون نيّة.

وفيه: إنّه وإن كان كذلك خارجاً لكن لا يمكن أن يكون هو المراد من التفضيل في الحديث الشريف؛ لأنّ العمل بلا نيّة لا خير فيه أصلاً حتّى تكون النيّة المجرّدة أفضل منه.

وبعبارةٍ اُخرى: التفضيل إنّما يصحّ عند وجود جامع الاشتراك بين المفضّل والمفضّل عليه، وفي المقام مفقود.
وقال أيضاً ثالث: إنّ معنى الحديث هو أنّ كلّ طاعة حيث تنتظم بنيّة وعمل، وكلّ ما انتظم منه الطاعة فهو خير. فتكون النيّة أيضاً كالعمل خيراً وجزءاً للعمل العبادي.

ومرجع هذا المعنى ـ كما ترى ـ إلى أنّ كلمة « خير » في هذا الحديث منسلخة عن معناها التفضيلي، وإنّ المراد هو أنّ نيّة الخير خير، ومن جملة العمل العبادي في الموضوعيّة للآثار المطلوبة منه شرعاً، لا أ نّها أفضل من العمل.

ولا يخفى عليك أنّ هذا المعنى وإن كان حاسماً للإشكال الوارد على الحديث، لكن يبعّده أ نّه على هذا كان المناسب إدخال الواو العاطفة على قوله صلى الله عليه وآله « من عمله »؛ إذ بدونها يكون على خلاف ما هي طريقة أهل المحاورة في مقام التفهيم والتفهّم، كما لا يخفى على من راجعهم.

وقال بعضهم أيضاً: وللخير معنىً آخر، وهو أنّ المؤمن ينوي أن يوقع مثلاً عباداته على أحسن الوجوه، ثمّ لمّا يشتغل بها فلا يتيسّر له ذلك ويكسل عنها ولا يأتِ بها على ما ينبغي، فالذي ينوي خيرٌ من الذي يعمل.

وأيضاً: ينوي أبداً أن يأتي بالطاعات والقربات ويجتنب عن المعاصي والسيّئات؛ لإيمانه باللَّه تعالى واليوم الآخر، ثمّ لا يوفّق لذلك ولا يتأتّى منه ما نواه. وأيضاً ينوي مثلاً إن آتاه اللَّه مالاً ينفقه في سبيله، ثمّ لمّا آتاه فربما يبخل به؛ فنيّته خيرٌ من عمله.

وإلى هذا المعنى أشار أبو جعفر الباقر عليه السلام، حيث كان يقول: « نيّة المؤمن خيرٌ من عمله »؛ وذلك لأ نّه ينوي من الخير ما لا يدركه. و « نيّة الكافر شرٌّ من عمله »؛ وذلك لأنّ الكافر ينوي الشرّ ولا يقدر على إدراك تمام المنويّ في مقام العمل، بل قد لا يستطيع من العمل بما نوى من الشرّ رأساً.

وسئل الصادق عليه السلام عن معنى الحديث، فقال عليه السلام: لأنّ العمل رياء المخلوقين، والنيّة خالصة لربّ العالمين، فيعطي عزّ وجلّ على النيّة ما لا يعطي على العمل.

وقال عليه السلام أيضاً: إنّ العبد لينوي من نهاره أن يصلّي نافلة الليل، فتغلبه عينه فينام، فيثبت اللَّه له صلاة ويكتب نَفَسه تسبيحاً، ويجعل نومه صدقةً.

ولا يخفى عليك أنّ هذين الجوابين الأخيرين في رفع الإشكال إنّما يفيدان الترجيح للنيّة المجرّدة عن العمل نوعاً. وحاصل وجه التفضيل أنّ النيّة المجرّدة لكونها أمراً قلبيّاً وليست من أعمال الجوارح، ليست معرّضة للرياء ولا يعرضها نقص آخر بخلاف العمل. هذا.

ولكن لا يخفى عليك أنّ هذا لا يوجب ترجيح النيّة على العمل مطلقاً. ولو صدر العمل خالياً عن الرياء وكاملاً من جميع الجهات والحيثيّات شروطاً وشطوراً ـ كما هو مقتضى الحديث ـ فالإشكال بالنسبة إلى تفضيل النيّة على العمل الصحيح من جميع الجهات، باقٍ على حاله.

هذه جملة ما عثرت عليه من كلمات الأكابر من علماء الأخلاق وغيرهم في بيان معنى الحديث الشريف.

ومعلوم أنّ الناقد البصير لا يكتفي بهذه الأجوبة، ولا تطمئنّ نفسه بها، بل ليست عنده إلّا ممّا لا يروي الغليل ولا يشفي العليل.

نعم، ما روي عن مولانا الصادق عليه السلام ـ على تقدير صدوره منه عليه السلام ـ يجب تصديقه وقبوله؛ إلّا أ نّه لا بدّ أن يُحمل على الفضل من ساحة قدسه تعالى. وحكمة الفضل تلك الجهة النوعيّة المذكورة في الرواية، هذا.

ولكنّ الذي يهوّن الخطب وتزول به العويصة، أنّ التكلّم في مفاد هذه الرواية إشكالاً وجواباً بالأجوبة المذكورة وإطناب الكلام فيها في دفع الإجمال عنها؛ مبنيّ على عدم ظفر المعنونين له على صدر الرواية؛ إذ لو ظفروا بصدرها وتمام متنها، لم يبقَ لهم مجال للإشكال الذي أوردوه عليها حتّى يتفصّوا عنه بهذه التعسّفات الغير المفيدة.

وأنا بحمده تعالى ظفرت في سالف الزمان بصدر هذه الرواية، والرواية الاُخرى المشهورة المعنونة في كلمات أهل المعقول من الحكماء المتأ لّهين والمتكلّمين الشامخين، وهي الرواية الشريفة المرويّة أيضاً عن النبيّ صلى الله عليه وآله: خَلَقَ اللَّه آدم على صورته. حيث إنّهم بعدما استظهروا رجوع ضمير كلمة « صورته » إلى كلمة « اللَّه » أشكلوا على مفاد الرواية ومعناها، بأ نّه ما معنى صورة اللَّه التي خلق اللَّه تعالى آدم على تلك الصورة، مع أ نّه تعالى شأنه الأقدس أجلّ من أن يكون له مادّة وصورة، ووقعوا في معنى هذه الكلمة في حيصٍ وبيص، وتمحّلوا غاية التمحّل في بيان معنى هذه الكلمة، وأطنبوا في بياناتهم بما لا مزيد عليه من تحقيقات حَكَميّة وتدقيقات كلاميّة، بل وإشراقات عرفانيّة، ومع ذلك ما أتوا بشي‏ء في بياناتهم ممّا تطمئنّ به نفس المستمع وقلب المستفيد.

والإنصاف أنّ التأمّل في صدرهما يوجب رفع توهّم الإجمال في ذيلهما، بحيث لا يبقى للإشكال فيهما مجال.

فنقول:

أمّا صدر هذه الرواية التي نبحث عنها، فهو أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يمرّ في بعض الطرقات من سكك المدينة، ومعه بعض أصحابه، فإذا رأوا معبداً جديداً وكنيسةً عظيمة بناها بعض أهل الكتاب لأهل نحلته وعباداتهم الفاسدة، فتحسّر الصحابي قائلاً: يا ليت كنت متمكّناً من بناء مسجدٍ إسلاميٍّ لأتقربّ به إليه تعالى. فقال صلى الله عليه وآله في هذا المقام، مخاطباً للصحابي: « نيّة المؤمن خيرٌ من عمله ».

وظاهر أنّ مفاد هذا الكلام في هذا المقام أنّ نيّتك في بناء المسجد الإسلامي لو كنتَ قادراً ومتمكّناً من بنائه، خيرٌ من بناء هذا الكتابيّ هذه الكنيسة.

فظهر ممّا ذكرنا أنّ مرجع ضمير كلمة « عمله » ليس كلمة « المؤمن » حتّى يستشكل فيه بما مرّ، بل مرجعه « الكافر » الكتابي الباني للمعبد المعهود، فافهم.

وأمّا صدور الرواية الاُخرى المستشكَل فيها أيضاً بما مرّ، فهو أنّ رجلين ترافعا وتحاكما عند النبيّ صلى الله عليه وآله في دَين أو ميراث، وسَبَّ أحدهما في أثناء الدعوى صورة الآخر ـ كما هو المتعارف عند الأعاجم ويقولون بالفارسيّة: « مرده شور صورتت را ببرد » مثلاً ـ فنهاه النبيّ صلى الله عليه وآله عن السبّ، وقال صلى الله عليه وآله: « لا تسبّ صورته، خلق اللَّه آدم على صورته ». يعني إنّ صورة خصمك حيث تكون شبيهة بصورة آدم الصفيّ ( على نبيّنا وآله وعليه السلام )، وهو أب البشر وأوّل أنبياء اللَّه تعالى، فسبّ صورته هتكٌ لصورته عليه السلام التي اختارها اللَّه تعالى له.

فارتفع بحمده تعالى الحجابُ عن وجه الإشكال بظهور الرواية، نظراً إلى صدرها في أنّ المرجع لضمير « صورته » هو الرجل الخصيم للسابّ، لا لفظ الجلالة حتّى يشكل فيها بما استشكلوا ويُتفصّى في مقام الجواب عنه بالأجوبة ـ التي ذكروها عند ذكر الرواية والإشكال عليها ـ الغير النقيّة عن التمحّلات والتعسّفات. واللَّه العالم بحقائق الاُمور.

والمرجو من إخواننا المؤمنين أن لا ينسوني عن الدعاء وطلب المغفرة من اللَّه تعالى لذنوبي وزلّاتي في مرور الأزمنة والدهور.


حرّره الأحقر الآثم الجاني مرتضى الغروي الآشتياني، عُفي عنه.


چهارشنبه ۱۶ بهمن ۱۳۸۷ ساعت ۱۴:۱۱